تمهيد:    
   تكمن أهمية  الإطار العام للدراسة في كونه يضم الكلمات الدالة و المفتاحية لموضوع البحث  و إشكالية الدراسة وما تحتويه من تساؤل عام ومجموعة من التساؤلات الجزئية إضافة إلى أهداف و أهمية الدراسة هذه الأخيرة سنتطرق فيها إلى القيمة العلمية وما تقدمه من خدمات وإسهامات للمجتمع الأصلي في الدراسة ونختم هذا الفصل بعرض فرضيات الدراسة والتي تمت من خلال القيام بالدراسة الاستطلاعية والاطلاع على مختلف الدراسات والأبحاث النظرية. 
  













 1- الكلمات الدالة في الدراسة :
 في موضوع بحثنا هذا توجد بعض المفاهيم التي يجب توضيحها وتحديدها بدقة ، حتى يستطيع المطلع عليها فهم معناها والمقصود بها ، وهذه المفاهيم هي:    
1-1- مفهوم الأسلوب:
أ- التعريف اللغوي :
 جاء في لسان العرب أن السطر من الخيل وكل طريق ممتد فهو أسلوب ، فالأسلوب الطريق والوجه والمذهب ، يقال أنتم في أسلوب سوء ، وجمعه أساليب ، والأسلوب الفن : فيقال أخذ فلان أساليب من القول أي أفانين منه.  ( ابن منظور، مرجع سابق، ص17).
 ب- التعريف الاصطلاحي :
 الأسلوب هو مجموعة من المهام والقوانين و الإجراءات التي تشتمل على خبرة تعليمية مترابطة منطقيا. (اسماعيل عفانة، عبد ربه الزعانين ، 2008 ،ص105).
وبالتالي فالأسلوب عملية منظمة وتهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف معلن عنها مسبقا.
 ج-  التعريف الإجرائي للتعليم
 هو نشاط تواصلي بين المعلم والمتعلم, لتحصيل خبرات معرفية واتجاهات وقيم وعادات, ويتم ذلك عادة في سياق سلسلة من المواقف, والظروف, والأحداث التي تشترطها عملية التعليم, وقد تدور محتويات التواصل بين المعلم والمتعلم حول مجموعة من الأسئلة:
- ماذا يدرّس ؟
- كيف يدرّس ؟
- متى يدرّس؟
1-2- الجماعة
 أ - التعريف اللغوي
مأخوذةٌ من الجمعِ ، وهو ضمُ الشيءِ، بتقريبِ بعضِهِ من بعضٍ ، يقال مجمعتهُ ، فاجْتمع ومشتقة من الاجتماع ، وهو ضد التفرق ، وضد الفرْقة . والجماعة هي العدد الكثير من النَّاس.(ابن منظور، مرجع سابق ، ص17).
 ب- التعريف الاصطلاحي :
   إن تعريف الجماعة ليس بالسهل أو الصعب أو البسيط فالجماعة شيء معقد بالدرجة الكبيرة فعلى سبيل المثال، قد يتم اعتبار فريق كرة القدم او الطائرة وغير ذلك من الفرق أنها جماعات ولكن ليس بالضرورة ان كل مجموعة من الأفراد تشكل جماعة فالدليل يحدد سمات الجماعة هو وجود تفاعل بين أفرادها بحيث يرى أفراد الجماعة على أنها وحدة متكاملة ومتميزة عن الجماعات الأخرى الذين يريدون تحقيق أهدافهم الفردية والجماعية. (كامل راتب، 1999،ص13).
 ج- التعريف الإجرائي  :
يقصد بالجماعة في هذه الدراسة القسم أو الفوج والذي يتكون من مجموعة من التلاميذ يتشاركون في أداء التمارين الرياضية وتحقيق النتائج الرياضية من خلال الأنشطة التنافسية   .
1-3 - التكيف الاجتماعي:
         التكيف: 
التعريف اللغوي: 
يعرف التكيف في اللغة بمعنى التألف والتقارب واجتماع الكلمة فهي نقيض التخالف والتنافر والتصادم (فهمي، مرجع سابق، ص67)
  التعريف الاصطلاحي: 
هي العملية التي من خلالها يعدل الفرد بناءه النفسي أو سلوكه ليستجيب لشروط المحيط الطبيعي والاجتماعي ويحقق لنفسه الشعور بالتوازن والرضا "(العناني ،مرجع سابق، ص34) .
         الاجتماعي:
أ-التعريف اللغوي:  
 بالنظر في مادة جمع نجد أن الجيم والميم أصل واحد ، يدل على تضام الشيء ، يقال جمعت الشيء جمعا ، والجماع الاشابة من قبائل شتى. ( مقاييس اللغة ، ص: 479). 
  ، وفلان جماع لبني فلان ، يأوون اليه ويعتمدون على رأيه . ( مصطفى وآخرون، 2004، ص135)، وسميت جمعة : لاجتماع الناس فيها . ( الحصيني الدمشقي الشافعي ، 1994،ص341).
 ب -التعريف الاصطلاحي  :
والاجتماع عبارة عن نسيج مكون من صلات اجتماعية ، تلك الصلات التي يحددها الادراك المتبادل بين الجانبين. (محمد المصري ، 1994 ،ص45)، او هو مجموعة من الأفراد يربط بينها رابط مشترك ، يجعلها تعيش عيشة مشتركة تنظم حياتها في علاقات منتظمة معترف بها فيما بينهم . (محمد المبارك ،ص112).
التكيف الإجتماعي:
التعريف الاصطلاحي: 
التكيف الاجتماعي هو عملية ديناميكية مستمرة يهدف به الشخص إلى تغيير سلوكه ليحدث علاقة أكثر توافقا بينه وبين البيئة، وبناءا على ذلك نستطيع أن نعرف هذه المظاهر بالقدرة على تكوين العلاقات المرضية بين المرء وبيئته (فهمي، مرجع سابق، ص329)
التعريف الإجرائي: هو قدرة الفرد على إتباع السلوك الذي يتوافق على ما هو سائد في المجتمع بشكل يحقق له الرضا عن نفسه ورضا الجماعة عنه.
  


2-إشكالية الدراسة:  
   تعتبر التربية البدنية و الرياضية جزء من التربية العامة وأنها تستغل دوافع النشاط الطبيعية الموجودة في كل شخص لتنميته من الناحية العضوية والتوافقية والعقلية والانفعالية هذه الأغراض تتحقق حيثما يمارس الفرد أوجه نشاط التربية البدنية .
   حيث تعتبر حصة التربية البدنية و الرياضية وسيلة من الوسائل التربوية لتحقيق الأهداف المسطرة لتكوين الفرد ،بحيث أن الحركات البدنية التي يقوم بها الفرد في حياته على مستوى تعليم بسيط في إطار منظم و مهيكل تعمل على تنمية و تحسين و تطوير البدن و مكوناته و من جميع الجوانب العقلية النفسية، الاجتماعية، الخلقية و الصحية و هذا ضمان تكوين الفرد و تطويره و انسجامه في مجتمعه ووطنه. فحصة التربية البدنية و الرياضية جزء متكامل من التربية العامة، بحيث تعتمد على الميدان التجريبي لتكوين الأفراد عن طريق ألوان و أنواع النشاطات البدنية المختلفة التي اختيرت بغرض تزويد الفرد بالمعارف و الخبرات و المهارة التي تسهل لإشباع رغباته عن طريق التجربة لتكيف هذه المهارة لتلبية حاجاته و يتعامل مع الوسط الذي يعيش فيه و تساعده على لاندماج داخل المجتمع و الجماعات . (عبد الكريم ، زواوي، 2002،ص12).
   وقد ذكر أبو عميرة : أن استخدام هذا الأسلوب يؤدي إلى تنمية روح الفريق بين المتعلمين وتنمية المهارات الاجتماعية (أبو عميرة، 1997، ص288) .
   وفي دراسة أجراها "فون فورهس" هدفت إلى استخدام عدة استراتيجيات للأسلوب التعلمي فقد أثبتت فاعليتها في زيادة الاتجاهات الإيجابية نحو التعليم وزيادة الدافعية للتعلم، هذا إلى جانب زيادة قدرة التلميذ في الحصول على مصادر التعلم المختلفة واكتسابهم لبعض مهارات التفاعل الاجتماعي.
   وتؤكد مختلف استراتيجيات التعلم في المجال التربوي أن تربية الفرد لكي يكون عضوا نافعا في الجماعة، تتطلب منه الابتعاد عن التربية الفردية التي تنمي روح الأنانية والتنافس غير الشريف الذي يولد الحقد والبغضاء بين التلاميذ، ولو استعرضنا أساليب التعلم عبر التاريخ القديم والحديث لوجدنا أن التعلم الذي يتم على هيئة فرق أو مجموعات له دور فعال في نقل المعلومات بين الأفراد والجماعات (يحي، 2004، ص79) .
   وبما أن الإنسان مخلوق اجتماعي، أعطي القدرة على التعامل مع الظروف المختلفة، والاستجابة لمستجدات الحياة، وما تحفل به من متغيرات إجتماعية وطبيعية، وتسمى مثل هذه الاستجابة والتعامل مع الظروف المختلفة عملية التكيف الاجتماعي (صالح محمـد ،2001، ص32) .
   لذلك فإن التكيف الاجتماعي هو عملية إجتماعية تتضمن نشاط الأفراد والجماعات .(أحمد زكي، مرجع سابق، ص380).
   ومن المؤشرات التي تدل على تكيف الإنسان هي علاقاته الاجتماعية مع الآخرين وسعيه في مساعدة الآخرين على تحقيق حوائج الناس والتعامل معهم، والعمل من أجل مصلحتهم العامة، وأن العلاقة بينه وبين الآخرين وثيقة الصلة يتفاعل معهم ويتحمل المسؤولية الاجتماعية ويحقق التعاون البناء، كما أنه يحظى بحب الناس له وحبه إليهم لأن الانطواء والبعد عن الناس من عدم التكيف السليم وهي سمة الإنسان اللاسوي (جبل فوزي ،مرجع سابق، ص73) .
  كما أن التكيف الاجتماعي عملية سلوكية معقدة تستدعي وجود تغيرات تصيب المحيط الذي يكون فيه الفرد وهدفه توفير توازن بين الفرد وهذه التغيرات، فهو عملية تتم داخل إطار العلاقات الاجتماعية التي يعيش فيها الفرد ويتفاعل معها، سواء كانت هذه العلاقات في مجتمع الأسرة أو المدرسة أو الرفاق أو المجتمع ككل، ويعني قدرة الفرد على إتباع السلوك الذي يتوافق على ما هو سائد في المجتمع بشكل يحقق له الرضا عن نفسه ورضا الجماعة عنه، ويعد التكيف الاجتماعي ضروري لكل فرد في أي مرحلة من مراحل النمو، ولكنه في فترة المراهقة أكثر ضرورة منه في غيرها لكونه من حاجات المراهق (محمـد هابط ،2003، ص31) .
إن المراهقة فترة من أصعب الفترات التي يمر بها الإنسان، وذلك لما يمر به المراهق من صراعات وتغيرات مورفولوجيا وانفعالية واجتماعية والتي تدخل في تكوين شخصية المراهق،  ويرى علماء النفس والاجتماع أن أكثر المراحل صعوبة وحساسية من الجانب النفسي والاجتماعي في حياة الإنسان هي حياة المراهقة لما تمر به من تقلبات مزاجية وصراعات نفسية واجتماعية وجسمية وانفعالية، ونخص بالذكر تلميذ المرحلة الثانوية والذي قد يخرج ويفقد اتزانه ويمارس الكثير من السلوكيات الشاذة بمجرد التعبير والإفصاح عن انفعالاته وميولاته الاجتماعية التي تنعكس على الأسرة والمدرسة والمجتمع ،وبما أن الشخصية وحدة متكاملة وفترة المراهقة تمتاز بفترة صعبة كما وصفها (هل) "بفترة عواطف وتوتر وشدة "حيث تسودها الأزمات النفسية، المعاناة، الإحباط، الصراع، المشكلات، صعوبة التوافق والتكيف، وكل هذه الأمور وغيرها تجعل المراهق يعيش حياة قلقة ويجد نفسه عاجزا أمام التحديات والتناقضات خاصة أن الخبرة تنقصه، فيبحث عن مخرج لتخفيف الضغط عن نفسه أو ربما الهروب من معاناته ولعل أحسن حقل يظهر فيه مخرج التخفيف هو حقل النشاط البدني الرياضي (محمـد عماد الدين، 1996، ص43) .
   وانطلاقا من إيجابيات حصة التربية البدنية والرياضية وتأثيرها على شخصية التلميذ الممارس للرياضة من الناحية الاجتماعية التي قد تساهم في إحداث علاقات إجتماعية تجعل منه فردا صالحا يتأثر ويؤثر في المجتمع.
   من خلال ما ذكرناه يسمح لنا تبيين قيمة ودور الأسلوب التعلمي في تحقيق التكيف الاجتماعي، لتدعيم العملية التعليمية التعلمية بهدف تحسينها، من خلال أساليب أكثر حداثة، لأن معظم أساتذة التربية البدنية والرياضية يستخدمون أساليب تقليدية، وهذا ما يسمح بالوصول إلى طرح التساؤل العام للدراسة على النحو التالي: 


.
التساؤل العام: هل للأسلوب التعليمي دور في تحقيق التكيف الاجتماعي لدى تلاميذ المرحلة الثانوية ؟
 التساؤلات الجزئية: 
-      هل الأسلوب التعليمي يساهم في تحقيق التكيف الاجتماعي بين التلاميذ؟
-      هل الأسلوب التعليمي يساهم في توطيد علاقة التلميذ بزملائه؟
-      هل الأسلوب التعليمي يساهم في تحسين العلاقة التبادلية للتلميذ مع الأستاذ؟
3 - أهداف الدراسة :
لا يخلو أي عمل قيم من هدف يوجه القائم له وأي سلوك غير هادف يعد بمثابة ضرب من الضياع ، لذلك فالطالب الباحث الذي يقدم على إنجاز بحث في هذا المستوى يكون قد حدد جملة من الأهداف ، التي تعتبر بمثابة ضوابط توجه عمله حتى النهاية ، وعملنا هذا يهدف إلى تحقيق ما يلي:          
1. معرفة دور أسلوب المدرس في تنمية الروابط الاجتماعية   .
2. التعرف على الأساليب التعليمية الأنجع والتي تسهم في تحقيق أهداف الحصة .
3. معرفة دور أستاذ التربية البدنية في تنمية الروابط الاجتماعية  من خلال الأساليب المنتهجة .
4. الوصول إلى اقتراح بعض التوصيات والنصائح النظرية والتطبيقية.
5. فتح أفاق جديدة من خلال موضوع دراستنا من جوانب لم نتمكن من إلمام بها. 
 4 - أهمية الدراسة :
    إن أهمية أي بحث تتوقف على أهمية الظاهرة التي تتم دراستها ، وعلى قيمتها العلمية  والعملية وما يمكن أن تحققه من نتائج يستفاد منها وتكتسب دراستنا هذه فأما  العلمية  تتمثل في الفهم الجيد لأبعاد الأساليب التعليمية في حصة التربية البدنية والرياضية و الوصول للأسباب التي تعطل تطبيق  الأساليب التعليمية .
ومن الناحية العملية : طبيعة و حيوية موضوع الأساليب التعليمية ودورها في تنمية الروابط الاجتماعية ، وتحقق أهداف حصة التربية البدنية والرياضية و محاولة معرفة الأساليب الناجحة في الميدان وما تقدمه للمدرس و المتمدرس  كما تيسير الحلول التي قد تجلي الغموض الذي يعترض تطبيق الأساتذة للأساليب التعليمية الأنجع .
5- الفرضية العامة:  للأسلوب التعليمي دور في تحقيق التكيف الاجتماعي لدى تلاميذ المرحلة الثانوية.
لفرضيات الجزئية:
-         الأسلوب التعليمي يساهم في تحقيق التكيف الاجتماعي بين التلاميذ.
-         الأسلوب التعليمي يساهم في توطيد علاقة التلميذ بزملائه.
-         الأسلوب التعليمي يساهم في تحسين العلاقة التبادلية للتلميذ مع الأستاذ.










 خلاصة : 
عكفنا في هذا الفصل على الإلمام بالكلمات الدالة في موضوع دراستنا وصغنا الإشكالية  على شكل سؤال استفهامي يربط بين متغيرين كما عرضنا أهداف الدراسة والتي كانت مشتقة من موضوع الدراسة بحيث حاولنا جعلها قابلة للملاحظة والقياس كما تطرقنا لأهمية الدراسة والقيمة العلمية لموضوع بحثنا وما استطعنا تقديمه من إسهامات للمجتمع الأصلي للدراسة وختمنا هذا الفصل بعرض فرضيات الدراسة وذلك بعد القيام بدراسة الاستطلاعية و الاطلاع على مختلف الدارسات والأبحاث والنظريات. 














Reactions

إرسال تعليق

0 تعليقات